كتبت: ناهد علي
تبرأ الأزهر الشريف من تصريحات الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر، والتي تحدث فيها عن أزمة فتاة المنصورة التي تم ذبحها من قبل زميل لها أمام الحرم الجامعي، حيث أكد الأزهر أن هناك حالة فوضى في الفتوى، وأن العمل الفردي الافتائي فات آوانه ويجب وقفه فلم يعد ممكنا اليوم.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الانشغال الإعلامي بالشأن الديني بغير إعداد علمي كاف، وأن السير خلف فتاوى وآراء فردية يؤدي إلى مزيد من إرباك الناس وتخبطهم.
ودعا شيخ الأزهر الشريف المصريين والمسلمين للتوقف عن أخذ الفتوى من هؤلاء المشايخ قائلا: «أدعو الناس لطلب الفتوى من جهاتها المعتمدة وليس من الإعلام».
وأوضح شيخ الأزهر في تصريحات نشرتها جريدة صوت الأزهر سابقا، وأعادت نشرها صفحات الأزهريين على «فيسبوك» بعد واقعة مبروك عطية، أن هناك حالة فوضى بالفتاوى وأن زمننا الحالي هو زمن الاجتهاد الجماعي والمؤسسي، والعمل الفردي فات أوانه ولم يعد ممكنا.
وشرح شيخ الأزهر أسبابه في دعوته لدعم الاعتماد على الفتوى الفردية في العصر الحالي، قائلا: «تعدد الاختصاصات العلمية وتشابك القضايا بين علوم عدة يفرض التماس الرأي الشرعي من الجهات المختصة».
شيخ الأزهر يرفض فتاوى السوشيال ميديا
ورفض شيخ الأزهر فتاوى السوشيال ميديا وفيسبوك قائلا: «التقدم التقني وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي شكلا صعوبة بالغة في إمكانية السيطرة على ضبط الفتوى.. وصعَّبا على طالبها القدرة على فرز الغث من السمين.. وهنا تظهر أهمية توجيه الناس للهيئات المختصة بالفتوى».
وبين شيخ الأزهر الهيئات التي يمكن الاستعانة بها للحصول على الفتوى قائلا: الهيئات المخولة بتبليغ الأحكام للناس وبيان الحكم الشرعي فيما يُثار من قضايا أو مشكلات تواجه المجتمع هي: «هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بالجامع الأزهر ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية» ودار الافتاء.
وحذر الإمام الأكبر من الحصول على الفتوى من فرد أو أفراد بل يكون من المؤسسات، مؤكدا تبرؤ مشيخة الأزهر مما يبثه بعض الأفراد من فتاوى وأنها لا تمثل الأزهر، رغم أنها صادرة عن الأزهريين، قائلا: «لا يكون الفتوى لفرد أو أفراد، والأزهرِ الشَّريفِ ليس مسؤولاً عن ما يبثُه بعض الأفراد من فتاوى، وآراء الأزهريين كأفراد تمثل – في الغالب الأعم – أشخاصهم ولا تمثل بالضرورة الأزهر إلا إذا خرجت بشكل مؤسسي من هيئاته المخولة بالبيان والفتوى».
الهيئات المعتبرة لا تسعى خلف التريند
وقال شيخ الأزهر: هيئات البيان التي ارتضاها المجتمع وحدد لها الدستور والقانون اختصاصها لا تسعى خلف «التريند» ومن الصعب أن يوظفها إعلام يسعى للإثارة كما يوظف الأفراد لجذب مشاهدات وإعلانات.
وانتقد الدكتور أحمد الطيب، خروج البعض بفتاوى تثير الريبة في المجتمع قائلا: الفتاوى المتشددةَ التي تجعل من المستحبِّ فرضًا إلى جوار الفتاوى المتسيِّبة التي تُبيح الحرامَ انتشرت وتحولت إلى مسألة ارتزاقٍ.. وهناك مَن يسمحُ له ضميرُه بتخريب الشريعةِ الإسلاميةِ ما دام يسترزقُ من وراءِ ذلك.
وأضاف الإمام الأكبر: «الاجتهاد الجماعي والبيان المؤسسي لا يصادر الحرية والتنوع داخل الأزهر وفي المجتمع.. وهدفه التفريق بين الآراء الفردية والمؤسسية لأن الأولى لا تُبنى عليها أحكام أو تشريعات ولا يُعتد بها في بيان شرعي».