كتب/ طارق يحيى
أستعرض الدكتور شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة سابقا ، ورئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، أهمية الأخذ بالوسائل التكنولوجية الحديثة لتصدير الثقافة الروسية إلى مصر والعالم لخلق تفاعل أكبر بين الشعب الروسي والمصري وبقية شعوب القارة الأفريقية والمنطقة العربية
مشيرا إلى أن روسيا تمتلك إرثا ثقافيا وإنسانيا كبيرا ومميزا مع مصر التي يمكن أن تكون بوابة عبور الثقافة الروسية إلى أفريقيا والعالم العربي.
وقال جاد خلال مشاركته في فعاليات منتدى روسيا افريقيا بسانت بطرسبرغ 2023 أن عمق العلاقات الثقافية بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق أنتجت في فترة سابقة إنشاء أكاديمية الفنون بكل فروعها ومعاهدها بمساعدة الخبراء السوفيت الذين كانوا متواجدين بقوة في معاهد الباليه والكونسرفتوار والذي تولى عمادته لفترة أحد الأساتذة السوفيت.
وأشار جاد إلى أن حركة ترجمة الأدب الروسي في مصر تعرضت لتوقف خلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي وحتى استعادة روسيا لعافيتها في مختلف المجالات خلال العقدين الأخيرين
مشيرًا إلى إنه في السابق كان هناك حركة ترجمة كبيرة تقودها وزارة الثقافة المصرية للأدب الروسي ومن خلالها عرف المصريين أدباء كبار مثل تشيكوف وتولستوي وجووجل، واستعان المسرح المصري لسنوات طويلة بروايات هؤلاء الأدباء، حيث تقبل الشعب المصري ملامح الشخصية الروسية المقدمة من خلال الأعمال الادبية بعد أن وجد فيها جانب كبير من طباعه الشرقية، وهو ما خلق داخل المصريين كثير من المودة والحب تجاه الشعب الروسي، وهو شعور متجذر وباقي إلى الآن.
ولفت المدير السابق للنشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي: إلي إننا نفتقد الأن للجهود الحكومية المنظمة لعودة حركة الترجمة من الأدب الروسي إلى اللغة العربية، ماعدا بعض الجهود من بعض الأفراد، وهو ما قطع صلتنا مع الجيل الجديد من الأدباء والكتاب الروس الذين لا يعرف المصريين إنتاجهم الأدبي.
ودعا جاد إلى ضرورة استعادة التقارب الثقافي بين البلدين بما يناسب حجم العلاقات التي تجمعهماـ حيث سنحتفل خلال أسابيع بمرور 80 عاما على بداية العلاقات المصرية الروسية
وتابع: الجانب الروسي مهتم لترجمة الإنتاج الأدبي للكتاب المصريين إلى اللغة الروسية ولكن نحتاج إلى مزيد من الجهود من مؤسسات الدولة لتسخير إمكانات أكبر لزيادة حركة الترجمة، وكان هناك مشروع مقدم من هيثم الحاج الرئيس السابق للمركز القومي للترجمة، لترجمة 50 كتابا من اللغة العربية إلى الروسية تتحمل تكلفتها روسيا و50 آخرين من الروسية إلى العربية تتحمل تكلفتها مصر لكن المشروع حبيس الأدراج الآن.
وأردف: الغرب خرج من الشكل التقليدي في نقل الثقافة وأصبح يعتمد على التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية، وهناك بعض القصور لدى الجانب الروسي في تحديث وسائل تصدير ثقافته المميزة، فروسيا تحتاج إلى ان تؤدي القوى الناعمة الروسية واجبها بشكل أكبر من خلال كثير من المرونة في البحث عن وسائل جديدة وحديثة لتصدير الثقافة الروسية وخلق حالة ذهنية إيجابية حول روسيا خاصة وأن هناك شعوب كثيرة في العالم تحمل مشاعر طيبة جدا تجاه روسيا، ولكن يجب على الجانب الروسي أن يبدأ في ذلك.
وعن زيادة اعداد المصريين الملتحقين بالجامعات الروسية أكد أننا نشهد حركة كبيرة في دراسة المصريين في روسيا ولكن الزمن مختلف في الوقت الحالي، فدوافع الطالب المصري تغيرت حاليا عنها في السابق .
وأضاف: بعض الطلاب المصريين يلجئون إلى الدراسة في روسيا بسبب تحصيلهم مجموع منخفض في مصر، وفي نفس الوقت هناك كثيرين يسعون للدراسة في الجامعات الروسية للاستفادة من العلوم والتكنولوجيا التي تنفرد بها روسيا في كثير من المجالات
وهذا على عكس أجيالنا التي ذهبت إلى روسيا وارتبطت بها كوطن ثاني نتيجة الإعجاب بالثقافة والتجربة الروسية وليس فقط من أجل التعليم، فمصر تمتلك نظام تعليمي جيد وهناك طلاب من دول كثيرة تأتي للتعلم في مصر
لكن في زماننا وجدنا تجربة إنسانية وثقافية مميزة وامتلكنا الشغف للتعرف عليها، على عكس طلابنا في الوقت الحالي اللذين يستهدفون الشهادة الدراسية فقط، وليس التجربة الثقافية والإنسانية التي صنعت المشاعر الطيبة الراسخة بين الشعبين المصري والروسي، وهو ما نريد إعادته وتأصيله في نفوس الشباب المصري والروسي أيضا.
وإذا كنت ترغب في استقبال الأخبار بشكل أسرع في المرات التالية إشترك في قناتنا على التليجرام