
لم يكن عداء الشعوب لليهود وليد اللحظة إنما نتاج قرون من الغدر والدسائس وبسط النفوذ على المال والإعلام. في كتابه كفاحي وصف هتلر اليهود بأنهم “ديدان البشرية” وفي خطابه أمام الرايخستاغ سنة 1939 حذّر قائلاً: “إذا أشعل اليهود حرباً عالمية جديدة فلن تكون نتيجتها انتصارهم بل فناؤهم”
لكن أكثر ما يُتداول منسوباً إليه هي مقولته الشهيرة:
“لقد كان بوسعي أن أُبيد كل يهود العالم ولكني تركت بعضاً منهم لتعرفوا لماذا كنت ابيدهم”
وربما تبدو هذه الكلمات اليوم وكأنها نبوءة تتحقق أمام أعيننا فما ترتكبه إسرائيل في غزة من مجازر بحق المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ يعكس أبشع صور النازية الجديدة. حصار، تجويع، قصف بلا رحمة، وإبادة منظمة لا تختلف عن أعتى صور الجرائم ضد الإنسانية
ما نراه اليوم على أرض فلسطين يجسّد المقولة المنسوبة لهتلر بعدما تحولت من كلمات في كتب التاريخ إلى واقع مأساوي فكل بيت يُهدم وكل طفل يُقتل وكل أم تفقد أبناءها هو دليل جديد على أن الكيان الصهيوني وُلد من رحم الغدر وسُقي بدماء الأبرياء
إن ما تفعله إسرائيل اليوم هو الوجه الحقيقي لذلك الكيان الذي أراد هتلر أن يحذر العالم منه لكن الغرب اختار أن يتجاهل الحقيقة وأن يحوّل الجلاد إلى ضحية والضحية إلى متهم
الغرب الذي لا يزال يذكّر العالم بفظائع النازية ضد اليهود يغض الطرف الآن عن نازية أكثر وحشية وإجراماً يمارسها اليهود أنفسهم ضد الفلسطينيين. فإذا كان هتلر قد حوسب على جرائمه فمن يحاسب إسرائيل اليوم على جرائمها؟
إن ما يحدث في غزة يضع الإنسانية كلها أمام اختبار أخلاقي: إما أن تواجه الأكاذيب التي نسجها الإعلام الصهيوني لعقود أو تستسلم للصمت المخزي الذي يجعلها شريكاً في الجريمة فالتاريخ لا يرحم والجرائم لا تسقط بالتقادم
أما وقد آن الأوان أن يسقط القناع عن هذا الكيان الغاصب وأن تُسمّى الأشياء بأسمائها: إسرائيل ليست سوى مشروع استعماري قائم على الدماء والخيانة وإذا كان العالم قد حاسب هتلر على جرائمة فإن صمت اليوم عن جرائم إسرائيل هو جريمة أكبر لأنه يبرر إبادة تُرتكب على الهواء مباشرة. فليعلم الجميع أن دماء غزة لن تجف وأنها ستظل وصمة عار تطارد كل من صمت أو تواطأ حتى يقف التاريخ ليحاكم الجناة فما ضاع حق وراءه دماء الشهداء.