كتبت: ناهد علي
حرصت دار الإفتاء المصرية، قبل أيام من استقبال عيد الأضحى المبارك، على نشر العديد من الفتاوى المرتبطة بضوابط الحج والأضحية، خاصة أن عدد من العائلات والأشخاص بالفعل بدأوا بشراء الأضاحي، استعدادًا منهم لاستقبال أيام عيد الأضحى.
ما حكم ذبح المرأة للأضحية؟
وتساءل أحد الأشخاص عن حكم ذبح المرأة للأضاحي، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، تضمن الآتي: «ما حكم ذبح المرأة للأضحية»، وعلى الفور، ردت «الإفتاء»، قائلة: «إنه لا حرج في ذبح المرأة أضحية العيد، ولا مانع من ذلك من الناحية الشرعية، وهي والرجل في شأن الذبح سواء».
وأوضحت « دار الإفتاء» أنه لم يرد نص شرعي يستثني المرأة من هذه العبادة وذبح الأضحية بيدها، مؤكدة أن جمهور العلماء يجيزون للمرأة ذلك طالما توفرت فيها الشروط بأن تكون عاقلة مكلفة عارفة بشروط الذبح.
واستندت الدار في فتواها، بما روى عن سعد بن معاذ – رضى الله عنه – أن جارية لِكَعَبْ بَنْ مالك كانت تَرْعَى غَنَمًا له، فأصيبت شاة مِنْهَا، فأدْرَكَتْهَا وَذَبَحَتْهَا بِحَجَرْ، فَسَئَلَ النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- فقال: «كلوها»، منبهةً أن قول الله تعالي {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ}، يشمل المسلم سواء كان ذكرًا أو أنثى.
ما هي الأضحية؟ ولماذا شُرعت؟ وهل هي واجبة؟ وما هي شروط الأضحية؟ وما موعد ذبحها؟ وكيف تقسَّم وتوزع؟ وما هو آخر ميعاد للذبح المشروع؟
اسئلة عامة وعديدة حول الأضحية، واختيارها وحُسن تقسيمها، كانت دار الإفتاء المصرية أجابت عنها
قائلة: «الأضحية هي ما يذكى تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة، وشُرعت شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذي الحجة كما شكر نبي الله إبراهيمُ ربَّه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وشكرًا له تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح».
وأكدت دار الإفتاء أن الأضحية سنَّةٌ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء، يفوتُ المسلمَ خيرٌ كبيرٌ بتركها إذا كان قادرًا عليها لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.
ويشترط في الأضحية ما يشترط في غيرها من الذبائح مِن كون الحيوان حيًّا، وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون صيدًا من صيد الحرم، وأن يبلغ سنَّ التضحية، وأن تكون الأضحية سالمةً من العيوب، وأن تكون مملوكةً للمضحِّي، وينوي بها التقرب إلى الله تعالى.
أما عن وقت الأضحية فهو يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، ويستحب توزيعها أثلاثًا ثلثٌ للمضحي، وثلث للهدية، وثلثٌ للفقراء.