يلجأ عدد من الصائمين في شهر رمضان إلى الافطار على أذان المغرب والذي تبثه محطات الراديو والتليفزيون كل يوم وقد ورد سؤال في هذا السياق عن ما حكم الإفطار على أذان الراديو أو التلفزيون واجابته هي ما ذكرته دار الافتاء في هذا الموضوع وذلك عبر موقعها الرسمي .
وفي الاسطر التالية تنشر لكم جريدة وموقع الغردقة 24 عن ما حكم الإفطار على الأذان من الراديو أو التلفزيون؟
وأكدت : أنه يجب اتباع التقويم الذي تصدره هيئة المساحة المصرية في تحديد أوقات الصلوات لأنه تقويم صحيح ثابِتٌ بإقرارِ المُتخصِّصين
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مدفع الإفطار وأذان المغرب علامتين على غروب الشمس والفطر للصائم يكون بغروب الشمس فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم فلا يجوز الإفطار قبل غروب الشمس حتى ولو أذن المؤذن خطأً للمغرب أو أطلق مدفع الإفطار خطأً قبل غروب الشمس
فقد قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187] فالعبرة بغروب الشمس لا بالأذان ولا مدفع الإفطار فعن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»
ولا يجوز بحالٍ تجاهل العمل بهذه الأوقات المحددة لأنها تحدد أوقات العبادات وتُبنَى عليها أحكامها، ويجب نبذ الآراء التي تفرق صفوف الأمة، ولم تُبنَ على علمٍ أو أصلٍ صحيح.
وشرعًا لكل صلاة وقتًا ضبطه الشرع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله، وفهِمَه الفقهاء فعيَّنوه في كتبهم وفَصَّلوا القول في ذكر علاماته.
وفي تفاصيل الفتوى قالت إنه من المقرر شرعًا أن كافة الأمور العلمية يُرجَع فيها إلى أهل العلم والاختصاص بها، وهم أهل الذكر الذين سمى الله تعالى في كتابه الكريم وأَمَر بالرجوع إليهم في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
وأكدت : ان التوقيتُ الحاليُّ صحيحٌ يَجبُ الأخذُ به، لأنه ثابِتٌ بإقرارِ المُتخصِّصين، وهو ما استَقَرَّت عليه اللِّجانُ العِلمية، ولا ينبغي إثارةُ أمثالِ هذه المسائلِ إلَّا من المتخصِّصين في الغُرَفِ العِـلميةِ المُغلَقةِ التي يَخرجُ بَعدَها أهلُ الذِّكر فيها؛ مِن الفَلَكِيِّين وعلمـاءِ الجيوديسيا بقرارٍ مُوَحَّدٍ يَسِيرُ عليه الناسُ؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83]،
وقد فَهِم علماء الفلك والمختصون في المواقيت هذه العلامات والمعايير الشرعية فَهمًا دقيقًا ووضعوها في الاعتبار وضبطوها بمعايير العصر الفلكية ووقَّتوها به توقيتًا دقيقًا
وما لم يَحصُل ذلك فالأصلُ بَقاءُ ما كان على ما كان، لأنَّ أمرَ العباداتِ الجماعيةِ المُشتَرَكةِ في الإسلام مَبنِيٌّ على إقرارِ النِّظامِ العامِّ بِجَمْعِ كَلِمَةِ المسلمين ورَفْضِ التناولات الانفِرادِيَّةِ العَشْوَائيَّةِ للشَّعَائرِ العامَّة،
وفي مِثلِ ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ» أخرجه الترمذي وصَحَّحَه مِن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وذكرت ايضا: لا يجوز بحالٍ تجاهل العمل بهذه الأوقات المحددة من قِبل أهل الاختصاص، لأنها تحدد أوقات العبادات، وتُبنَى عليها أحكامها
ومن المقرر شرعًا أن دخول وقت الصلاة شرطٌ من شروط إقامتها، ودخولَ وقت الفجر موجبٌ للإمساك في الصيام، ويُحتاج كذلك إلى ضبط أوقات الصلوات لبناء كثيرٍ من أحكام الشريعة عليها؛ كما في الزكاة والحج وأحكام المعاملات والطلاق والعدة والنكاح، وغير ذلك.
وقد أخرج الإمام البيهقي في «السنن الكبرى»، عن شعيب بن عمرو بن سليم الأنصاري قال: «أفطرنا مع صهيب الحَبْرِ أنا وأبي في شهر رمضان في يوم غيمٍ وطش، فبينا نحن نتعشى إذ طلعت الشمس، فقال صهيب: طُعْمَةُ اللهِ، أَتِمُّوا صِيَامَكُمْ إِلَى اللَّيْلِ، وَاقْضُوا يَوْمًا مَكَانَهُ».
والخطأ بتناول المفطرات بعد دخول وقت الفجر مُؤثِّرٌ في الصيام، فإذا لم يمسك الصائم عن المفطرات مع دخول وقت الفجر فسد صومه ومن أكل بعد الفجر ظانًّا عدم طلوعه أو أكل قبل غروب الشمس ظانًّا غروبها ثم تبيَّن له خطؤه فعليه القضاء كما هو مذهب جمهور الفقهاء، لأنه لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه.