مش عايز يتغير

امنة علاء12 يوليو 2025
مش عايز يتغير
مش عايز يتغير

بقلم: داليا مجدى عبد الغنى

هناك أناس ليس لديها أدنى استعداد للتغيير للأفضل، فهم يستمتعون بعجزهم، ويستسهلون الحالة السلبية التي يعيشون فيها، فنجدهم لا يبذلون أقل جهد للتحسن أو التطوير، بدليل أن هناك مَنْ يترك نفسه فريسه لمرضه، في حين أنه يملك الوقت والمال لكي يساعد نفسه على الشفاء.

وهناك مَنْ يستمتعون بحالة العذاب النفسي التي تحيط بهم، في حين أنهم يستطيعون أن يخرجوا من هذه الحالة عن طريق التغيير أو العلاج النفسي، وهناك مَنْ يظلون في مشاكلهم سواء في حياتهم العملية أو المهنية أو الاجتماعية، في حين أنهم يملكون القدرة على محاولة إيجاد حلول أو أماكن بديلة تُعينهم على الخروج من بؤرة مشاكلهم المُكررة.

فالطب النفسي، والتنمية البشرية، والكتب الاجتماعية والنفسية لا يمكن أن تؤثر إلا فيمن يرغب في التغيير، لأن العلاج أيًا ما كان نوعه سواء نفسيًا أو بدنيًا لا يتحقق إلا باستعداد صاحبه له، فهو نابع من الداخل، وأي مؤثر خارجي ما هو إلا وسيلة مساعدة.

لذا، لا تندهش إذا وجدت طبيبًا نجح مع مريض نجاحًا باهرًا، في حين أنه فشل فشلاً ذريعًا مع غيره، والذي يُطابقه في نفس الحالة والأعراض المرضية، فهذا النجاح، أو ذاك الفشل لم يكن وليد الصدفة، وإنما الأمر يكمن في المريض ذاته، فالطب والعلاج وكل الوسائل الأخرى لا يتسنى لها أن تؤثر في شخص لديه استعداد كامل للاستسلام لحالته، فهو يأنس بمشاكله، وربما تُشعره بأنه موجود، فبالفعل، هناك أشخاص يجدون لذتهم في العذاب، فهو بالنسبة لهم حالة اعتادوا عليها، في حين أن المُحاولة والتمرد والعلاج بالنسبة لهم مجهود كبير يحتاج إلى إرادة وقوة ليس لديهم القدرة على استعمالها، لذا يتركون أنفسهم لحالتهم، فهي الأيسر لهم.

ونصيحتي لكل مَنْ يُحاول تغيير الآخر والوقوف إلى جواره، وإعانته على استعادة نفسه، أن يتيقن أولاً أنه يرغب في هذا التغيير من داخله، لأن هذه الرغبة الكامنة بالداخل هي النواة التي تُساعده على بذل الجهد، واجتياز الصعاب، وعدم الاستسلام للإخفاق، أما إذا لم تكن هذه الرغبة لها وجود من الأساس، فلا داعي لإهدار الوقت والجهد، لأن المُحصلة ستكون صفر.